السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزمان : اليوم الرابع من شهر رمضان الحالي (الساعه 2 صباحا تقريبا)
المكان: أطهر وأشرف بقاع الارض (مكة المكرمة)
بعد أداء مناسك العمرة ولله الحمد ذهبت لشراء وجبة الفطور المتأخرة والسحور ..جلست أنتظر انتهاء طلبي كغيري من عباد الله, لفت انتباهي شخص يدل من مظهره انه اسيوي وحسبت انه ايضا بانتظار دوره وكان جالسا بكل هدوء وثقة.
في الجانب الاخر كان هناك مجموعه من الشباب الخليجيين يأكلون والجانب الاخر رجل افريقي يأكل هو الاخر, وما إن قام الشباب الخليجيون حتى ذهب الرجل الاسيوي الى طاولتهم وجلس بكل ثقة وبدأ يأكل الطعام المتبقي منهم و أنا في شدة ذهولي لما أراه!
وبعدما انتهى الرجل الافريقي من طعامه طلب الرجل الاسيوي من احد عمال المطعم أن يحضر له الباقي من طعام الاسيوي!!
على الرغم من اني تعجبت من امر هذا الرجل الا انني شعرت بأن دموعي ستنفطر من عيني لولا حيائي و كثرة الناس وقتها..
عدت الى الفندق وأخبرت من كان معي فهناك من قال (قلبج طيب وعلى نياتج بسرعه تتأثرين بهالمواقف)
ومن قال: بعدج ماشفتي شي وايد جذي يسوون علشان يكسرون الخاطر والناس يعطونهم فلوس!!
ولكني تساءلت في نفسي لماذا هذا الرجل لم يطلب من أحد أن يعطيه المال لشراء الطعام؟!
لماذا جلس يأكل الطعام المتبقي وهو بكامل ثقته بنفسه وهو يعلم بأن هناك أشخاص رأوا ما فعله فقد رآه ايضا رجل عربي ورأيت نظراته وشده استغرابه بل وصلت نظراته الى حد الاشمئزاز فكيف استطاع ان يأكل بكل هدوء بل يطلب من العامل أن يحضر الطعام الباقي؟!
أعتقد أنها عزة النفس فلولا عزة نفسه لذهب كباقي المتسولين وطلب المال من الناس.
والأهم من ذلك كله انه حصل على بركة الطعام فبركة الطعام في اخره كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم وهو اكل ما تبقى من طعام الاخرين.
فالحمد لله والشكر لله على نعمه الكثيرة والتي لانحس بها الا عندما نرى أناس لايمتلكونها ولا يستطيعون أن يحضروا ثمنها.
فاحمدوا الله تعالى يا أخواني وأخواتي واشكروه على ما انتم فيه من نعم.